منتديات نبروه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أفضل منتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت نبروه




عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 26/09/2009

عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت Empty
مُساهمةموضوع: عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت   عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 26, 2009 3:50 pm

--------------------------------------------------------------------------------

عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت


فعلى قدر ما فيها من تشابه مع الحياة الحقيقية في بعض وجوهها إلا أن لها أوجه اختلاف جديدة من نوعها و متفردة أيضا من نوعها


ففي حياتنا الحقيقية نحتك بأناس آخرين يكون بيننا و بينهم ما قد يكون من اتفاق أو اختلاف , قبول أو رفض , ميل و انجذاب أو نفور و ضجر


في الحقيقة المعاشة يمكن اختبار أوجه الاختلاف أو أوجه الاتفاق من خلال مواقف عديدة و مختلفة و من خلال مراجعات و تحقيق و تمحيص بالشكل الذي يجعلنا في موقف أفضل من حيث دقة و صحة تقييمنا للأمر و أصحاب الأمر ..


و هناك وسائل كثيرة و متعددة يمكن بها تمحيص هذا التقييم ربما يكون أهمها – من وجهة نظري – هو التبادل المزدوج أو التفاعل ثنائي الاتجاه و يعني ذلك استخدام مفردات التواصل المختلفة بين طرفين (أو أكثر) مثل:
1- الكلام المنطوق : و الذي ينقل فقط 7% من المعنى المراد توصيله
2- و طبقة الصوت : و التي تنقل 38% من المعنى المراد توصيله
3- و لغة الجسد : و التي تنقل 55% من المعنى المراد توصيله


و اللافت للنظر هنا أن المعنى المراد توصيله ليس بالضرورة أن يتوافق مع ما ينقله الكلام المنطوق بمعنى أنني يمكن أن اقول لفلان أني أحبه مثلا و لكن طبقة صوتي و ملامح وجهي تقول أني أسخر منه و بالتالي فما نميل لتصديقه هو طبقة الصوت و ملامح الوجه أكثر من ميلنا لتصديق الكلام المنطوق حتى مع وضوح معناه .. و هذا يتوافق مع النسب المذكورة أعلاه و هي نسب حددها العلم و ليست محض اجتهاد شخصي


في حياتنا الواقعية يحدث أحيانا أن نختلف مع فلان أو فلانه و يمكن أن يبقى الخلاف في إطار الخلاف الكلامي أو اللفظي و يمكن أيضا أن يتطور إلى ما هو أبعد مثل التلاسن و ربما التضارب


و بعد ذلك يمكننا مراجعة الأمر كله منذ بدايته و حتى اكتماله لنرى من كان مخطئا و من لم يكن , من كان مخطئا اكثر – لو أمكن قياس الخطأ على مقياس النسبية – و يساعدنا في ذلك الرجوع إلى ملابسات الأمر و مراجعة الكلام المنطوق و طبقة الصوت و لغة الجسد فهي أمور لا يمكن اخفاؤها


و عندما يتبين الحق – لو كان في الاستطاعة بيانه – يكون هناك موقف من اثنين إما الرجوع للحق و إما الاستكبار عن الرجوع إليه


ماذا يحدث عند الاستكبار عن الرجوع للحق؟ يميل الإنسان لنفسه و يأبى أن يرى أن الحق ليس معه و يتكيء على أية شواهد يصورها لنفسه أنه ليس مخطئا و أن الخطأ على الجانب الآخر


قد يكون هناك في الواقع شهود أو حكام يستطيعون التدخل لإلقاء الضوء على الحق و على المكان الذي هو فيه و قد لا يكون


الشهود قد يكونون شهود عدل أو يأخذهم الميل و الانحياز إلى طرف دون آخر .. فالتحيز لمن نحب أمر بشري و يحدث .. و لذلك قال الله عز و جل " و لايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " و الشنئان هو النفور أو الكراهية


في الواقع يمكن للشاهد الذي أخذه الميل إلى شهادة يشوبها الانحياز أن يراجع نفسه و لو حانت لحظة مصارحة مع النفس فمن الممكن أن يعلن ذلك و بذلك يعيد بعض الحق لأصحاب الحق .. و يمكن ان يبقى صامتا حبا في من انحاز إليه أو ضعفا عن مواجهة الحقيقة


و لكن هناك مقاييس أخرى يمكن تفعيلها في تقييم الخلاف خصوصا إذا تعلق موضوع الخلاف بشيء خفي مثل النوايا الشخصية أو النوازع الفردية و هذه المقاييس تشمل النمط الأخلاقي و السلوك الاجتماعي لأطراف الخلاف من حيث سابق التزامهم بأخلاق معينة ثابتة (او متأرجحة) و درجة التزامهم بهذه الأخلاق حتى لو دخلوا بها امتحانات صعبة تمحص معدنهم .. و بالتالي فأصحاب الأخلاق الراسخة و المباديء الثابتة و التي قام عليها الدليل سابقا يفترض أن يكون تقييم موقفهم أسهل من غيرهم حيث أن من له نمط فكري و أخلاقي ثابت يمكن توقع ردود أفعاله مسبقا


هذا ما يحدث في الواقع .. فماذا عن ما يحدث على النت و لنأخذ المنتديات كمثال


يحدث خلاف بين اثنين و يمكن أن يتطور الخلاف إلى ما هو أبعد و لكن يبقى الخلاف فقط معروضا في إطار الكلمات المكتوبة بحيث لايمكن لأحد أن يدعي العلم الراسخ بنوايا الآخر حيث انه كما سبق و قلنا فإن الكلام المكتوب يعادل الكلام المنطوق و هو ينقل 7% فقط من المعنى المراد توصيله قياسا على طبقة الصوت و لغة الجسد و اللتان لا تتوفران في التواصل الافتراضي على النت .. و بذلك يفتقر التواصل الافتراضي لوسيلتين فعالتين في الحكم على المعاني و الأفكار


ينحاز أحد اطراف الخلاف لنفسه كما هي الطبيعة البشرية و يأخذ في تصوير الأمر لنفسه على أنه ضحية و أن الآخر هو المخطيء الذي لم يراع شعوره و الذي خان مبادئه و الذي مال عن أخلاقه في حين أن الأمر لايعدو انحيازا للنفس و عدم قدرة على رؤية الآخر وأيضا عدم قدره على الانصاف الذي يجعل الحق أكثر وضوحا , فالانحياز للنفس أمر يجعل قبول الحق أمرا صعبا جدا على النفس لسببين:
أولهما أن الاعتراف بالحق يعني الاعتراف بالخطأ و الاعتراف بالخطأ أمر ثقيل على النفس


و ثانيهما أن الاعتراف بالخطأ يعني الاعتراف بالقصور الحاصل في الرؤية أو التصور أو الفهم و الذي أدى إلى الوقوع في الخطأ


و السبب الثاني أشد قسوة على النفس من السبب الأول لذا فقلما تجد من يقبل منطق أنه أخطأ و الأشد صعوبه منه أن تجد من يعترف بالخطأ و يتراجع عنه فالشعور بالخطأ امر مهين للنفس و لا أحد يقبل الإهانة لنفسه


المختلف في أمر النت أن التواصل يتم من خلال اسماء افتراضية و شخصيات افتراضية حتى لو كانت لها أرضية في الواقع و بالتالي فهناك قدر من الانفصال بين الشخص و شخصيته و مبادئه و أخلاقه بالشكل الذي يوفر له ملاذا أكثر أمنا على النت .. ففي الواقع نحن لا نستطيع الهرب أو التخفي من أقربائنا و أصدقائنا و جيراننا و معارفنا في حين أننا نستطيع فعل ذلك كله على النت


مشكلة أخرى في النت هي سحر التعاطف


عندما يواجه فلانا أو فلانه موقفا على النت يرى أن أحدا قد أخطأ في حقه (أو حقها ) أو خانه (أو خانها) أو غدر به (أو بها) أو أخذ موقفا لم يكن متوقعا منه فأول ما يفعله هو حديث النفس


و حديث النفس لو غاب عنه الحق فهو الهاوية التي يسقط فيها المرء باختياره .. فيبدأ في تشكيل صورة محكمة بأنه ضحيه و أن الآخر خائن أو غادر أو ماكر (حتى لو لم يكن هناك أي سوابق أو شواهد أو حتى مجرد شبهات لذلك) و يبدأ في تكوين مفردات تلك الصورة بشكل منطقي و يستحضر لها بعض الشواهد و الكلمات التي يوظفها لتخدم هذا الغرض رغم أنها قد تحتمل معان أخرى كثيرة غير ذلك ..


و ربما يكون هناك دور للساحر المسمى "المسنجر" و الذي يلعب الدور الأكبر في جلب المتعاطفين الذين يجمعهم إحساس أنهم جماعة واحدة متفقة في السراء و الضراء و بذلك يقعون في الشرك أو الفخ المعروف في علم النفس الاجتماعي "بتفكير المجموعة" Group think و فيه تغلب نبرة الانحياز للمجموعة على نبرة الانحياز للحق بحيث أن ما يصيب فردا يصيب المجموعة كلها و بالتالي فلو تخيل احد افراد المجموعة أن أحدا قد غدر به فعلى المجموعة كلها أن تتعاطف مع المغدور و تتبنى موقفه دون حتى البحث في تفاصيل هذا الغدر أهو واقع أم متوهم. (و هناك مثال شهير لذلك و هو : كلنا إيد واحدة يا بهجت .. كلنا بنكمل بعض .. مدرسة المشاغبين)


و يبدأ ذلك المغدور الذي توهم الغدر في عرض شكواه على شكل موضوعات في المنتديات (أو في المدونات) يصوغها صياغة يغلب عليها شعور الضحية و يصور الأمر صورة من طرف واحد تلزم القاريء بالتعاطف (دون حتى أن يسأل القاريء نفسه هل هذا هو ما حدث فعلا ) حيث أن القاريء يفترض الصدق في الكاتب من حيث المبدأ و بالتالي فلا يعرض القضية على مقياس البحث و التمحيص و لكن يعرضها على مقياس التعاطف مع الضحية


و تبدأ الردود المليئة بالتعاطف و المحملة بالدعم لتلك الضحية و ياخذون في الرثاء لأنفسهم أيضا حيث انهم سبق أن وقعوا في مثل ما وقعت فيه تلك الضحية و بذلك تجد الضحية مبررا للاقتناع بصحة موقفها .. و ليس ذلك فحسب و لكن كم التعاطف التي تجده يدفعها لمزيد من التشدد في موقفها ظنا منها أنها على حق .. و لكن هيهات


في الواقع نخسر كثيرا ممن يحبوننا و يقدروننا عندما نتعامل معهم بإحساس الضحية
في حين أننا نستطيع الحفاظ على و اكتساب المزيد ممن يحبوننا و يقدروننا لو تعاملنا معهم بمنطق الحق و العدل و تحكيم المنطق بعيدا عن محاكمة النوايا فمن هذا الذي يستطيع الاطلاع على نوايا الغير


و الحجب من خلال الواقع كثيفة لنتبين من خلالها نوايا الاخرين .. و هي من خلال النت أشد كثافة


إضافة إلى أن اصحاب الأخلاق الثابتة و المباديء الواضحة و المواقف الراسخة يمكن الحكم على نواياهم من خلال أفعالهم فهم في الغالب من النوع الواضح الذي تتطابق نواياه مع أفعاله و ليس لديهم أجندات خاصة و لا مصالح شخصية تدفعهم للظلم أو للتحيز لطرف دون آخر


و هذا هو الفيصل المنطقي في الحكم على الأشخاص : هل لهم شخصيات ثابتة و مباديء مستقرة تحكم سلوكهم أم أنهم هوائيون متقلبون يميلون حيث تميل أهواؤهم؟


مع ملاحظة أن المتقلب سيجد صعوبة كبيرة في الحكم على المستقر


في حين أن المستقر لن يجد اي صعوبة في الحكم على المتقلب



لذا فليحذر الضحايا فخ التعاطف .. فهو لا يأخذهم إلى الحق .. و إنما يأخذهم إلى السلوى و التسلي .. و بين الحق و السلوى قدر كبير من الاختلاف .. لمن ألقى السمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عجيب أمر هذه الشبكة الافتراضية المسماة بالإنترنت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نبروه :: منتديات عامه :: منتدى القضايا والمناقشات الجاده-
انتقل الى: